النغم في أصله طرب , وله مع الكلام الخفي صلة , وهو في ذاته إيقاع عذب ,
وفيه دلالة على الأداء بطريقة معينة , اما المفهوم , فيقال مفهوم الشيء , أي مجموع
الصفات والخصائص الموضحة لمعناه ومدلوله , ويقال إختلفت مفاهيمهم , أي إختلفت تصوراتهم
ومعاييرهم , والتناغم هو التآلف والتجانس والإتساق , فيقال اصوات متناغمة أي
متجانسة متسقة ذات إيقاع ..
تلك كانت مقدمة لغوية لابد منها , لإعطاء زخم له
معنى لما نريد إيصاله وندعو اليه ..
إذن هو التناغم مانبحث عنه , وهو الذي يأخذنا الى
ان نسير بتآلف وتجانس واتساق , ذا إيقاع وبطريقة معينة .. ذاك التناغم يحتاج الى
ان تكون المفاهيم التي ندعو اليها ونريد تحقيقها لها صفات وخصائص واضحة نشترك في
فهمها وإدراكها , والتناغم قد لايعني بالضرورة ان نسير معاً في ذات الإتجاه أو
نسير بنفس الرتم , فقد يختلف رتم السرعة من مسار الى مسار , بل قد نسير في إتجاهات
مختلفة ومحطاتنا قد لا تكون ذاتها , ولكن من المهم ان تكون الرؤية واضحة والهدف
بين وفق معايير صحيحة وقيم راقية ومنظومة فهم مشتركة , وعندها يكون السير حتى وان
كان في اتجاهات متقاطعة بتناغم , قد يأخذنا الى الهدف الأسمى والغاية الأعلى ..
ذلك التناغم يجعلنا نسير بكل هدوء , بل وبإستراتيجة
عمل سلسة , أبجدياتها واضحة , ومفاهيمها لها قواسم مشتركة يدركها الجميع , تجعل
الكل يتناغم ويتآلف ويتسق ويتجانس عمله مع الآخر حتى يصل كل شخص إلى محطته وغايته
.. وبالتالي تتحقق الغاية العظمى للمنظومة الجماعية ..!
دائماً ما ألحظ مثال هذا التناغم عند إستخدام
الشارع في الغرب , فدائماً ماتجد له تناغم ساحر , إذ تجد كل من يستخدم الطريق
يشترك في فهمه لمنظومة الإستخدام الأمثل للشارع , والذي يتنوع مستخدميه بين سائر
على قدميه , وراكب على دراجته الهوائية او الناريه , أو سائق
لسيارته , فتجد القوانين مُستوعبة , والغاية واضحة والتي تدعو الى حفظ النفس لكل
من يكون له غرض من إستخدام الطريق , ذلك التناغم تجد فيه تقاطعات واتجاهات مختلفة ,
لكن وحدة المفهوم , جعلت الكل يتناغم ويتآلف ويتسق ويتجانس إستخدامه للطريق مع
الآخر حتى يصل كل شخص الى محطته وغايته .. وبالتالي تتحقق الغاية العظمى للمنظومة
الجماعية..!
No comments:
Post a Comment